دموعك غاليه يا أبي الفلسطيني.,.

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

شاهدت منذ عده ايام في احدى مواقع اليوتيوب ريبورتاج عن الفلسطينيين العالقين على الحدود العراقيه السوريه ,ظهر رجل في خريف العمر وهو يسقي بعض النباتات الخضراء التي حاط بها خيمته الخاويه الا من رفيقه دربه الصابره التي شق الزمان وعادياته أخاديد غائره في وجهها الطاهر الذي يلخص المأساه التي يمر بها الآف الفلسطينيين في المخيم الذي يتزايد بؤس سكانه وتعدادهم يوماً بعد يوم فرارا بارواحهم من العراق بعد سقوط نظام صدام حسين في 2003م .
لقد بداء الشيخ الفلسطيني متماسكا وهو يسقي نباتاته حتى سأله المذيع عن احوله في هذا المخيم فشكر الله واثنى عليه وحاول الاستمرار في حديثه متماسكاً ولكن عظم المأساه التي يمر بها الى جانب الآف الفلسطينيين من النساء والاطفال والشيوخ من امثاله في ذلك المخيم غلبه ليتحشرج صوته بنوبه البكاء التي فأجاته لتكشف عن عمق الالم وبشاعه التشرد ووحشه الغربه وضياع الاتحاه.!
لا ادري ان كنتم ايها الاخوه العرب مازلتم تذكرون كم هي عزيزه دموع الرجال خاصه وان تفجرت من عينيين لشيخ كبير في خريف العمر عندما يجد نفسه وحيداً في العراء بعد رحله عذاب وتشرد طويله للنجاه من جحيم المخيمات لتنتهي به في نهايه المطاف (مهزوما مكسور الوجدان)في احقر المخيمات يالله كم هي عزيزه دموع الرجال الاقوياء الذين يجدون انفسهم فجاه بلاحول ولاقوه فما بالك بدموع الشيوخ المعمرين الذي يستحي <الله>من أخذهم بذنوبهم.
وانا هنا لا اخجل من القول بانني وربما ألاف من العرب غيري ممن شاهدوا ذلك قد شاركوا الشيخ الفلسطيني البكاء.!
ليس من قبيل التعاطف فحسب ولكن بسبب الشعور العميق بحجم الهزيمه في داخلنا وقله حيلتنا وهو اننا كافراد وكأمه مسلمه على انفسنا وعلى الناس ,هل يعقل ان ناكل ونشرب ونهب لنصره فقير او مريض ونتجاهل مأساه الاف الاخوه في الدين والعرق ممن يعلقون بين بلدين عربيين ,لوكان الفلسطينيون في مخيم على حدود وطنهم المغتصب كما في دول الطوق لقلنا انهم على ابواب الوطن فليدقوا وليدقوا حتى تنفتح طوعاً او كرها مهما طال الزمن اما ان يجبروا على العيش في مخيم على الحدود بين بلدين عربيين فتلك لعمرو الله قاصمه الظهر ,اين جامعه الدول العربيه وقبلها اين فلان وفلان واين الدول العربيه التي تفتح ابوابها للقادمين من مختلف انحاء العالم
والله ان ما يمر به الفلسطينيون العالقون على الحدود بين العراق وسوريا وما يتعرضون له من غارات يوميه من افراد العصابات الاجراميه طمعاً في اعراض نسائهم الشي الوحيد الباقي لهم بعد ضياع كل شي آخر لهم ,عار واي عار على كل من ينتمي للعروبه والاسلام ..
وهكذا تجد الامه نفسها في موقف لاتحسد عليه فهي من ناحيه تتعرض لحمله تفريغ منظم من العقول والقدرات المنتجه باستغلال مثل هذه الاوضاع الامنيه المترديه والافتقار الى صدق النوايا وقوه الاراده الجمعيه ومن ناحيه اخرى تتعرض فئات منها للاذلال لتعميق الاحساس بالهزيمه وتورثه للاجيال القادمه ..
لذلك ارجو ان يرتفع الجميع فوق كل الحسابات العقائديه والاطياف الطائفيه في التعامل مع هؤلاء اللاجئين ويهبوا لمساعدتهم بشكل عاجل لانهم ليسوا ضحايا لاحتلال فلسطيني فحسب ,ولكنهم ايضاً وهذا هو الاشد ضحايا للخلافات الفلسطينيه والعربيه التي انتهت بهم للجوء من بلد عربي الى حدود بلد عربي آخر.
اما انت ياابي الفلسطيني فقد ضربت مثلا للعالم ان الفلسطيني انسان حي محتضر يرتفع فوق جراحه وماسيه ليزرع نباته حينما يحل وحتى وان كان في خيمه بائسه في صحراء مقفره من منطلق ايماني عميق برساله خير الانبياء محمد صلى الله عليه وسلم الذي قال فيما معناه انه لو كان بيد احدكم نبته وراى القيامه تقوم واستطاع ان يغرسها فليغرسها لان له في ذلك اجر ,ان من يزرع حديقه حول خيمه هوو عصي بالتاكيد على الاباده والتصفيه وقادر بحول الله ان يزرع بذور التحرير وبناء الجيل القادر على استرجاع فلسطين .
اما نحن فليتغمدنا الله برحمته ,ويخجلني ان اقول لك ولكل من يشاركونك حياه البؤس في خيام لم تقيك رمضاء الصيف انني مثل اي مواطن عربي آخر لانملك غير قلوبنا وعواطفنا الصادقه تجاهكم ,ويشهد الله ان دموعكم عزيزه علينا ولكن حسبنا الله ونعم الوكيل ولاحول ولا قوه الا بالله...